SoFoot | من أجل مواجهة كرة القدم المبنية على الاستحواذ، كرة قدم جديدة ظهرت تدريجياً: تلك المبنية على الضغط المضاد والتحولات السريعة. ما الذي تغير بشكل ملموس؟
رالف رانكيك ، كريستوف جالتييه ، باولو فونسيكا ، أوليفييه دالوليو، آرسين فنجر ، كلود بويل وهكتور كوبر يجيبون .
رالف رانكيك (المسؤول عن تطوير كرة القدم في ريد بول): مع نجاحات هوفنهايم سنة 2009 ودورتموند في أعقاب ذلك، بعض الفرق اكتشفت أن التحولات السريعة يمكن أن تشكل سلاحاً. اليوم، 60% من الأهداف في العالم تُسجل بعد مرحلة انتقال. وهذا يصبح مثيراً عندما نحدد بشكل سليم لحظة هذه المرحلة، بكلمة "انتقال"، أقصد المرتدات الكلاسيكية، تلك اللحظة بعد كسب الكرة، عندما يكون الخصم في حالة فوضى. في هذه الحالة، قلما نهتم بمكان استعادة الكرة يجب أن نتعامل بديناميكية دقة الخلاصة، هي أن أغلبية الأهداف تُسجل بعد 12 ثانية من استعادة الكرة. وفي وضع مثالي، يجب استعادتها بعد 8 ثوان من خسارتها.
كريستوف جالتييه: لقد أصبح ذلك الموضوع المركزي بالنسبة للعديد من الفرق. الآن، نحن نقوم بالاصطياد، الضغط المضاد والتحولات السريعة. بالتالي، هناك المزيد من اللعب الموجه للأمام أكثر مما كان عليه الحال قبل 10 سنوات، المزيد من الأهداف، وهذا يوفر مباريات أكثر حيوية، انتهت المباريات التي يستحوذ فيها فريق على الكرة بنسبة 75 بالمائة. عندما يكون ذلك منظماً بشكل جيد، هذا جميل ولهذا السبب الناس يذهبون للملاعب: من أجل عرض حي.
في السنوات الأخيرة، في الأبطال، الفرق التي نجحت هي تلك التي كانت متألقة في رد الفعل عند خسارة الكرة، باريس لوران بلان كان جيداً للغاية، متألق عند الاستحواذ، يقتلك في مقطعين أو ثلاثة ثم في لحظة معينة، يفشل لأنه لم يكن جيداً للغاية عند استعادة الكرة، تذكروا بايرن – ريال مدريد (2014: 0-4)، ذلك الدرس في اللعب العمودي بينما الجميع كان مركزاً على الاستحواذ. في تلك السنة، بفضل أنشيلوتي، أدركنا أنه نستطيع الفوز بدوري أبطال بدون استحواذ لقد قلب التوازن.
باولو فونسيكا (مدرب روما): امتلاك فريق استحواذ ومنظم في الهجوم على شاكلة فرق جوارديولا ليس في متناول الجميع. عدد المباريات في تزايد وبالتالي هناك وقت أقل للتدريبات وإعداد أسلوب، في المقابل، امتلاك فريق يجيد الاستحواذ يتطلب وقتاً من أجل تهيئته، والكثير من التدريبات. بالتالي، وإن كان الهدف هو الاحتفاظ بالكرة، العمل على التحولات أبسط شيء يمكن فعله.
أوليفييه دالوليو: انفجار كرة قدم التحولات تطلبت بعض التعديلات، لأن الفرق أصبح لديها وقت أقل من أجل التنظيم. بشكل خاص، أنت تحتاج الآن إلى لاعبين جاهزين بدنياً وإلى مهاجمين ينخرطون دفاعياً. كل لاعبي كرة القدم يجب أن يمتلكوا بنية جسدية رياضية قوية للغاية.
كريستوف جالتييه: اللعب أصبح أكثر سرعة، هناك المزيد من الانطلاقات السريعة. كل لاعب يجب أن يكون قادراً على تكرار مجهوداته بحدة عالية في مواجهة كتل أصبحت متماسكة أكثر وأكثر. ما كان يقام بالأمس في 30-35 متر يقام اليوم على 20 متر. الفارق شاسع، وهذا يمنحك ربما إمكانيات أكثر من أجل إيجاد العمق، ولكن هذا يعقد أيضاً خروج الكرة لأن الكثافة ازدادت. لهذا السبب أيضاً صانع الألعاب أصبح حاسماً من جديد، الرجل الذي يجب أن يحافظ على التوازن ويساعد على الخروج بالكرة بشكل سليم. إنه مفتاحك التكتيكي.
آرسين فينجر: لقد سلكنا تدريجياً طريق NBA ، ولكن شخصياً، كرة السلة الامريكية لا تجعلني أحلم. لا تملك سوى حالات واحد على واحد، تسديدات ثلاثية. اليوم، مثلما في كرة السلة، بعض اللاعبين المبدعين وقع إقصاؤهم بتعلة انهم لا يتمتعون ببنية جسدية رياضية قوية.
كلود بويل: إنه التطور الطبيعي. في السابق، كنا نمنع المهاجمين من ممارسة الضغط، كان ذلك منافياً للطبيعة. الآن، العكس هو الذي يحدث: بدون ضغط أولي، اليوم، الرقم 9 لا يوجد، بل أصبح هو من يوجّه الضغط.
جالتييه: الرقم 9 لم يعد موجوداً، الرقم 10 لم يعد موجوداً ... يجب اليوم أن تكون قادراً، هجومياً، على أن تلعب في كل مكان - على اليسار، على اليمين، في قلب الهجوم، كمهاجم مساند – والركض بدون كرة في العمق. إنها أيضاً مبادلة دائمة. من يمكن أن يحدد مثلاً مركز روبيرتو فيرمينو بشكل صحيح؟
هكتور كوبر: هذا التغيير ولد بفضل الحرية التي منحها المدربون للأجنحة. إنهم جزء من الفريق ولكن تمركزهم حسي أكثر. تثبيت محمد صلاح في مركز واحد يعني منح الخصم امتيازاً ضخماً لأن ذلك يقلل من قدرته على الخلق. هو يستطيع بشكل تام أن يبدأ هجمة على الجهة اليسرى وينهيها على الجهة اليمنى.
هكتور كوبر: وهذا ما يزعج الخصم. لا يمكن أن تمنح هؤلاء اللاعبين مركزاً ثابتاً. على سبيل المثال: في أي مركز يلعب ميسي؟ يستحيل تحديده. في المقابل، نستطيع أن نحدد المراكز التي لا يلعب فيها.
هكتور كوبر: وهنا يصبح الأمر معضلة خاصة لكون هؤلاء اللاعبين (مثل ميسي، صلاح، ماني، مبابي، كريستيانو أو نيمار) يثيرون المخاوف لدى الخصم ولديهم مسؤولية بفضل موهبتهم من أجل فك التكتلات الدفاعية.
آرسين فينجر: على المدى البعيد، الخطر يكمن بالنسبة لي في أن يكون لديك كرة قدم حيث يركض اللاعبون مثل المجانين من أجل استعادة الكرة في أسرع وقت ممكن دون أن يجيدوا التصرف بها بمجرد امتلاكها. يجب الحفاظ على توازن.
تعليقات
إرسال تعليق